أبوجهاد
03-04-2013, 05:19 PM
أيها الخطيب – جعلنا المقدمة لك لتختارها أنت حسب الفكرة التي تراها - .
أمابعد ,,
إنها لحظات تكون فيها لوحدك وقد تكون صور النساء بين يديك عبر جهاز الجوال حيث المقاطع المتنوعة , أو قد تكون القنوات أمامك تنتقل من قناة إلى قناة تبحث عن تلك الصور التي تعجبك وتحرك غرائزك , وقد تكون المجلة بين يديك تناديك لتقلب صفحاتها لتقع عينيك على صور النساء المتنوعة , وقد يكون جهاز الكمبيوتر أمامك ثم تبدأ الخواطر لتفتح بعض الصفحات التي تحتوي صوراً متنوعة وإذا بالصفحة تفتح لتؤدي لك الطلب.
ثم تبدأ تنظر بعينك وإذا بك ترى الصور في مناظر تثير الشهوة والغريزة ، ثم تحاول الخروج من هذه الصفحة ولكن الهوى والنفس الأمارة والشيطان الذي يجري فيك مجرى الدم يرغمونك على البقاء فترة أطول.
ثم لا تشعر بنفسك إلا وأنت مستجيب لها , وهكذا تمر الدقائق بل والساعات وأنت تتقلب من صورة إلى أخرى.
أخي.. أختي! إن هذا المشهد يتكرر دائماً عند بعض الإخوة والأخوات، ولهم أهمس بهذه الهمسات:
1- إن صحت الخلوة بهذه الصور والمشاهد فلتعلموا أن الله معكم , قال تعالى ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى )[العلق:14] وقال جل وعلا ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )[الحديد:4] ولعلنا نعلم أن من أسماء الله تعالى ( الرقيب , الشهيد , العليم , السميع , البصير , المحيط ) وكل هذه الأسماء تدعونا إلى مراقبة الله تعالى والحذر من اطلاعه علينا وعلمه بنا , قال تعالى ( ويحذركم الله نفسه ) آل عمران 28
ياصاحب الإيمان :
2- إن العين تشهد يوم القيامة بما رأت , قال ربنا تبارك وتعالى ( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[فصلت:20] فما هو شعورك حينها ؟ ألا يصيبك الخجل من شهادة العين عليك بتلك النظرات المحرمة ؟ لقد استمتعت بالنظرات وقت مشاهدتك لها , ولكن هذه العين التي نظرت ستكون خصماً لك يوم القيامة .
3- أما تخشى من لحظة الموت أن تأتيك وأنت تتمتع بهذه الصور (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] ووالله إنها لكارثة حينما يكون موتك وأنت في مشاهدة تلك الصور.
أيها المؤمن :
4- اعلم – هداك ربي - أن العين تحفظ الصورة في قلبك وتملأه بالخواطر السيئة والشهوات ، وهذا القلب هو محط نظر الرب , قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم , فياترى ماهو حالك عند الله إذا رأى الله في قلبك تلك الصور والمناظر الآثمة ؟ هل تستوي أنت مع ذلك الذي ملأ قلبه بالإيمان والقران وصالح الأعمال ؟
5- أنسيت أن لك قبراً ستدخل فيه لوحدك، عفواً بل مع عملك، فيا ترى هل تحب أن ترافقك تلك الصور إلى قبرك، وحينها كيف سيكون الحال؟ قال صلى الله عليه وسلم ( يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع الأهل والمال ويبقى العمل ) رواه البخاري .
6- تذكر – أسعدك الله بالإيمان - أن هذه الصور طريق لإثارة الشهوة لديك، ويجب أن تعلم أن الإسلام حمى تلك الشهوة من الإثارة لتبقى في ديوان "العفاف" ولا تنحرف إلى "الفواحش" وأنت عندما تكثر من مطالعة الصور فلابد أن تجد نفسك تتجه إلى التفكير في تلك الصور وما يتبعها من إرادات لا ترضي الله تعالى , ورب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
7- تأكد – حماك ربي – أن هذه الصور إنما هي لحظات ابتلاء لك هل تصرف بصرك عنها أم أنك تبحث عن غيرها وعن أجمل منها لكي تسبح في بحر الحب والجمال والتفكير الدائم فيها, قال جل وعلا ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) محمد 31
الخطبة الثانية
يا أيها العاشق للصور
8- إن هذه الصور تجعل قلبك أسيراً لها عاشقاً لها ، وهذا الأسر حقيقي ووراءه من الويلات والأسى ما لا يعلمه إلا من جربه.
يقول الأول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال آخر :
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلاقوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته لامرحبا بسرور عاد بالضرر
9- اعلم – نور الله قلبك - أن هذه النظرات تعرضك لعقوبة الرب الجبار، وما يدريك لعل نظرة أسقطتك من عين الله تعالى , قال تبارك وتعالى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))[النور:15] وكما قيل : لاتنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر عظمة من عصيت .
10 – إن أمامك ناراً تلظى , والنار قد حفت بالشهوات والنظرات هي مقدمتها وهي بوابتها , فلا تتعرض للعذاب فلن تصبر على سموم النار فضلاً عن عذابها وزقومها .
اللهم إنا نسألك عيناً تغض عن الحرام , اللهم ارزقنا عينا تبكي من خشيتك يارحمن , اللهم اجعلنا ممن يفوز بالنظر إلى وجهك الكريم يامنان .
أمابعد ,,
إنها لحظات تكون فيها لوحدك وقد تكون صور النساء بين يديك عبر جهاز الجوال حيث المقاطع المتنوعة , أو قد تكون القنوات أمامك تنتقل من قناة إلى قناة تبحث عن تلك الصور التي تعجبك وتحرك غرائزك , وقد تكون المجلة بين يديك تناديك لتقلب صفحاتها لتقع عينيك على صور النساء المتنوعة , وقد يكون جهاز الكمبيوتر أمامك ثم تبدأ الخواطر لتفتح بعض الصفحات التي تحتوي صوراً متنوعة وإذا بالصفحة تفتح لتؤدي لك الطلب.
ثم تبدأ تنظر بعينك وإذا بك ترى الصور في مناظر تثير الشهوة والغريزة ، ثم تحاول الخروج من هذه الصفحة ولكن الهوى والنفس الأمارة والشيطان الذي يجري فيك مجرى الدم يرغمونك على البقاء فترة أطول.
ثم لا تشعر بنفسك إلا وأنت مستجيب لها , وهكذا تمر الدقائق بل والساعات وأنت تتقلب من صورة إلى أخرى.
أخي.. أختي! إن هذا المشهد يتكرر دائماً عند بعض الإخوة والأخوات، ولهم أهمس بهذه الهمسات:
1- إن صحت الخلوة بهذه الصور والمشاهد فلتعلموا أن الله معكم , قال تعالى ( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى )[العلق:14] وقال جل وعلا ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )[الحديد:4] ولعلنا نعلم أن من أسماء الله تعالى ( الرقيب , الشهيد , العليم , السميع , البصير , المحيط ) وكل هذه الأسماء تدعونا إلى مراقبة الله تعالى والحذر من اطلاعه علينا وعلمه بنا , قال تعالى ( ويحذركم الله نفسه ) آل عمران 28
ياصاحب الإيمان :
2- إن العين تشهد يوم القيامة بما رأت , قال ربنا تبارك وتعالى ( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[فصلت:20] فما هو شعورك حينها ؟ ألا يصيبك الخجل من شهادة العين عليك بتلك النظرات المحرمة ؟ لقد استمتعت بالنظرات وقت مشاهدتك لها , ولكن هذه العين التي نظرت ستكون خصماً لك يوم القيامة .
3- أما تخشى من لحظة الموت أن تأتيك وأنت تتمتع بهذه الصور (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] ووالله إنها لكارثة حينما يكون موتك وأنت في مشاهدة تلك الصور.
أيها المؤمن :
4- اعلم – هداك ربي - أن العين تحفظ الصورة في قلبك وتملأه بالخواطر السيئة والشهوات ، وهذا القلب هو محط نظر الرب , قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم , فياترى ماهو حالك عند الله إذا رأى الله في قلبك تلك الصور والمناظر الآثمة ؟ هل تستوي أنت مع ذلك الذي ملأ قلبه بالإيمان والقران وصالح الأعمال ؟
5- أنسيت أن لك قبراً ستدخل فيه لوحدك، عفواً بل مع عملك، فيا ترى هل تحب أن ترافقك تلك الصور إلى قبرك، وحينها كيف سيكون الحال؟ قال صلى الله عليه وسلم ( يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع الأهل والمال ويبقى العمل ) رواه البخاري .
6- تذكر – أسعدك الله بالإيمان - أن هذه الصور طريق لإثارة الشهوة لديك، ويجب أن تعلم أن الإسلام حمى تلك الشهوة من الإثارة لتبقى في ديوان "العفاف" ولا تنحرف إلى "الفواحش" وأنت عندما تكثر من مطالعة الصور فلابد أن تجد نفسك تتجه إلى التفكير في تلك الصور وما يتبعها من إرادات لا ترضي الله تعالى , ورب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.
7- تأكد – حماك ربي – أن هذه الصور إنما هي لحظات ابتلاء لك هل تصرف بصرك عنها أم أنك تبحث عن غيرها وعن أجمل منها لكي تسبح في بحر الحب والجمال والتفكير الدائم فيها, قال جل وعلا ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ) محمد 31
الخطبة الثانية
يا أيها العاشق للصور
8- إن هذه الصور تجعل قلبك أسيراً لها عاشقاً لها ، وهذا الأسر حقيقي ووراءه من الويلات والأسى ما لا يعلمه إلا من جربه.
يقول الأول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال آخر :
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلاقوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته لامرحبا بسرور عاد بالضرر
9- اعلم – نور الله قلبك - أن هذه النظرات تعرضك لعقوبة الرب الجبار، وما يدريك لعل نظرة أسقطتك من عين الله تعالى , قال تبارك وتعالى ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))[النور:15] وكما قيل : لاتنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر عظمة من عصيت .
10 – إن أمامك ناراً تلظى , والنار قد حفت بالشهوات والنظرات هي مقدمتها وهي بوابتها , فلا تتعرض للعذاب فلن تصبر على سموم النار فضلاً عن عذابها وزقومها .
اللهم إنا نسألك عيناً تغض عن الحرام , اللهم ارزقنا عينا تبكي من خشيتك يارحمن , اللهم اجعلنا ممن يفوز بالنظر إلى وجهك الكريم يامنان .