رد: ماذا يعني اغلاق المتحده للتأمين فوق 35.60
سؤال خطير جداً ...
يا تُرى إبليس عندما عصى الله سبحانه وتعالى ،،، من كان شيطانه ..؟؟
إن كلمة " النفس " هي كلمة في منتهى الخطورة ،، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة يقول الله تعالى في سورة ق : -
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "(16)
نحن نؤمن بالله عز وجل ،، ونذكره ونصلي في المسجد ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق
،،، وووو إلخ ... ،، وبالرغم من ذلك ما زلنا نقع في المعاصي والذنوب !!
فلماذا ؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى العدو الضعيف ،، ويقول
الله تعالى في محكم كتابه : - {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} ...
إنما العدو الحقيقي هو " النفس " نعم ..
فالنفس هي القنبلة الموقوتة ،، واللغم الموجود في داخل الإنسان ويقول الله
تعالى في كتابه الكريم في سورة الإسراء :
" اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا "
وقوله تعالى في سورة غافر : -
" الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. " ... ،،
وقوله تعالى : (كُلُّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ )سورة المدثر 38 ..
وقوله تعالى في سورة النازعات : -
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} ..
وقوله تعالى في سورة التكوير : -
" عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ " ﴿14﴾ ..
لاحظو أن هذه الآيات السابقة تدور عن كلمة " النفس " فما هي هذه النفس ؟؟
يقول العلماء أن الآلهة التي كانت تُعْبَد من دون الله ( اللات والعزى ، ومناة ، وسواع ، وود ، ويعوق ، ونسرى )
كل هذه الأصنام هُدِمَتْ ما عدا إله مزيف ما زال يُعْبَد من دون الله ،،، ويقول الله تبارك وتعالى : -
( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ) الفرقان/43 .
ومعنى ذلك أن ( هوى النفس ) إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغـى لشرع
ولا لوازع ديني ،، لذلك تجده يفعل ما يريد !!
يقول الإمام الحسن البصري في بردته : - وخالف النفس والشيطان وأعصيهما ..
ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى : -
" طَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
عندما تسأل إنساناً وقع في معصيةٍ ما !!
وبعد ذلك ندم وتاب ،، مالذي دعاك لفعل هذا ،، سوف يقول لك : - أغواني الشيطان ،، وكلامه هذا يؤدي إن كل فعل محرم ورائه الشيطان ..؟؟
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ،، وإما من النفس الأمارة بالسوء
،، فالشيطان خطر .. ،،، ولكن النفس أخْطَـر بكثير ...
لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ، ومع ذلك تقع في المحظور ،، قال الله عز وجل في محكم كتابه : -
{ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}سوره يوسف(53) ...
وأخيراً نتضرع إلى المولى عز وجل ونقول : -
" اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ...
|