29 ديسمبر 2013
قال تقرير ساكسو بنك الأسبوعي بأن عطلة الأسواق العالمية القصيرة أسفرت عن أداء قوي مفاجئ لقطاع المعادن، لم يكن أقلها الفضة والبلاتينيوم. وحدثت هذا الحركة خلال أسبوع أظهرت فيه مؤشرات سوق المال الأمريكي زيادة في المكاسب إلى مستويات قياسية تاريخية وارتفعت عائدات السندات لعشر سنوات إلى 3%. يدل كل ذلك على استعداد السوق لبداية قوية في عام 2014 مع ازدياد التفاؤل خصوصاً فيما يتعلق بالنمو الأمريكي.
وذكر التقرير بأن التداول سيكون في هذا الوقت من السنة ضعيفاً ويمكن أن تتراجع حركة السوق بسرعة في حال عودة السيولة في بداية يناير. وتجد الميول السائدة عادة الدعم من المتداولين الساعين إلى حماية أكبر كمية ممكنة من الفائدة وحجزها قبل البدء مرة أخرى من الصفر في الأول من يناير. ومن خلال عدم التوقف كثيراً عند ذلك، يمكننا مع ذلك استخلاص بعض النتائج حول ما سيحدث في بداية يناير.
وقال التقرير الأسبوعي بأنه في مشهد متكرر في السنوات الثلاث الماضية، يمكن لتوقعات النمو المتزايد أن تصبح مرة أخرى واحدة من الدوافع الرئيسية مع بداية عام 2014.
وأظهرت جميعها عائدات ايجابية في مجمل السنوات الثلاث حيث كان كل من البلاتينيوم وبنزين RBOB الأقوى أداءاً وانضم اليهما لاحقاً كل من المعادن الصناعية وخام برنت والفضة. لاقى قطاع الطاقة أيضاً الدعم من الانتعاشات الربعية القوية الناتجة عن المخاوف الجيوسياسية في عامي 2012 و2013 إلا أن توقعات النمو الكلي قد ارتفعت تاركة صناديق التحوط الكلية أمام اتخاذ قرار سهل نسبياً.
وذكر التقرير بأن الفضة كانت أفضل السلع أداءً خلال هذا الاسبوع القصير مع بقاء الاجمالي في أدنى مستوياته في جدول الأداء لخسارته أكثر من 34 % في عام 2013. أتى البلاتينيوم في المركز الثاني بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته في عشر أسابيع بناء على التوقعات بتعافي الاقتصاد العالمي والذي سيساهم بدوره في زيادة الطلب على المعادن في وقت كان فيه الانتاج في جنوب افريقيا، المنتج العالمي الأكبر، أقل من المتوقع.
وذكر التقرير بأن الذهب تمكن أيضاً من تفادي الإعلان عن خطة الخفض من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 18 ديسمبر وارتفع مجدداً فوق عتبة 1,200 دولاراً للأونصة والذي ربما يساهم في إعادة النظر في النظرة المستقبلية الخاصة به في حال حافظ على أدائه في بداية شهر يناير. من الملاحظ أن انتعاش المعادن الثمينة جداء بغض النظر عن ارتفاع عائدات السندات الأمريكية لعشر سنوات إلى أعلى مستوياتها في 30 شهراً وحققت الأسهم رقماً قياسياً جديداً بالإضافة إلى انخفاضات مستمرة في أرصدة الاستثمار في المنتجات المتداولة في البورصة. في 26 ديسمبر، تم سحب 70 طناً من الذهب الموجود في أرصدة المنتجات المتداولة في البورصة حسب بلومبيرج، وهو ما يعد الانخفاض الشهري الأكبر منذ شهر يوليو عندما وصل الانخفاض إلى 74 طناً.
وينخفض الذهب حالياً لأكثر من 25 % في السنة ولكنه أعلى بنسبة واحد % خلال الستة شهور الماضية والذي إن دل إنما يدل على تركز البيع خلال بداية السنة. ستستمر الرياح العكسية في الهبوب مع بداية العام 2014 حيث يجد المستثمرون أنفسهم أمام تراجع الصكوك وارتفاع الأسهم في ظل توقعات النمو المستمر لمعدل الفائدة. سيشكل شهر ديسمبر الشهر الرابع على التوالي الذي يظهر زخم وميل العائدات السلبي وبالتالي لن يغير المستثمرون نظرتهم المستقبلية أو أوضاعهم إلا في حال شهدنا حركة قوية باتجاه الصعود. سيستمر المتداولون في تفضيل البيع خلال الانتعاش حتى نشهد انخفاضاً محتملاً فوق أعلى سعر خلال ديسمبر عند عتبة 1,268 دولاراً للأونصة.
وأضاف التقرير مع وجود توقعات بالنمو، يمكن أن تشهد الفضة أداءً أفضل من المتوقع خلال شهر يناير وبناءً عليه قد يجذب التداول في نسبة الذهب إلى الفضة بعض الاهتمام. يظهر الجدول أعلاه الأداء المتفوق الحالي للفضة والذي أدى إلى انخفاض النسبة إلى 60.9 وهو قيمة أونصة من الذهب مقاسةً بأونصات من الفضة. يتزامن هذا المستوى مع دعم الاتجاه العام بالعودة إلى أبريل 2011 حين وصل دون 31.7 حيث اقترب سعر الفضة آنذاك من عتبة 50 دولاراً للأونصة. يمكن للانخفاض دون مستوى الدعم أن يؤدي إلى تحفيز رغبة اضافية في بيع الفضة مقابل الذهب ما يشكل أمراً تجب مراقبته في الأيام القادمة.