إكرامي عبدلله من الرياض
الأحد 28 ديسمبر 2025 13:38.
رفعت
اكتتابات سوق الأسهم السعودية الرئيسية خلال
العام الجاري حصيلة الطروحات في "تاسي" إلى 328.2
مليار ريال، عبر طرح 171 شركة منذ عام 2006.
وفقا لوحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، فقد سجلت حصيلة
اكتتابات 2025 ارتفاعا طفيفا بلغ 2% إلى 14.5
مليار ريال عبر طرح 13 شركة.
هذا الارتفاع جاء رغم تراجع عدد الطروحات قليلا مقارنة بعام 2024، الذي طُرحت خلاله 14 شركة، مع ضعف السوق وتسجيلها أسوأ أداء في عقد.
أبرز القطاعات لطروحات 2025
تضمنت الاكتتابات الأولية
العام الجاري 3 شركات عقارية، هي (مسار، والرمز، والماجدية)، في وقت يشهد القطاع عديد التغيرات، بينها رسوم الأراضي البيضاء وتجميد الإيجارات في الرياض 5 أعوام من جهة، مقابل السماح بتملك الأجانب للعقارات بشروط ابتداء من
العام المقبل، وتملك الأجانب في الشركات المدرجة العاملة في الأماكن المقدسة.
تضمنت الاكتتابات أيضا قطاعات النقل (طيران ناس، وشري)، والخدمات الاستهلاكية (الأندية للرياضة، والمسار الشامل)، والخدمات المالية (دراية المالية)، وإنتاج الأغذية (إنتاج)، والمواد الأساسية (يو سي آي سي)، وقطاع الرعاية الصحية بالشركة الطبية التخصصية "أو إس إم سي".
يضاف إلى ما سبق قطاع تجزئة وتوزيع السلع الكمالية ممثلا في "محطة البناء"، وقطاع السلع الرأسمالية ممثلا في "سي جي إس".
طروحات المليار
ريال خلال العام
تجاوزت حصيلة 5 طروحات خلال 2025 المليار
ريال لكل طرح منها.
تصدر طرح "طيران ناس" بـ 4.1
مليار ريال، ثم "مسار" بملياري ريال، و"الطبية التخصصية" بـ 1.9
مليار ريال.
أما "دراية المالية"، فبلغ حجم طرحها 1.5
مليار ريال، وحلّت "الماجدية" خامسة بـ 1.3
مليار ريال.
تغطيات أقل للاكتتابات هذا العام
خلال عام 2025، تعرضت الاكتتابات في
تاسي لشهية أقل للمشاركة في الطروحات الأولية، ما انعكس على حجم التغطيات.
جاء هذا متزامنا مع تراجع السوق وتسجيلها أسوأ أداء في عقد، حيث تراجعت بأكثر من 13% قبل أسبوع من نهاية العام.
تراجعات السوق انعكست في أداء سلبي لأسهم الاكتتابات عند الإدراج، ما دفع المستثمرين إلى تفضيل الشراء من السوق الثانوية بأسعار أقل، إضافة إلى تفضيل البعض شراء شركات من السوق تعمل في قطاع الشركة المطروحة للاكتتاب نفسها، لكن بتقييمات أفضل مع تراجعات الأسعار.
هذه الأجواء نتجت عنها 3 حالات نادرة الحدوث في السوق الرئيسية: الأولى تراجع إحدى الشركات، وهي "إي إف إس آي إم لإدارة المرافق" عن إكمال الطرح بعد بدء عملية بناء سجل الأوامر للمؤسسات لأول مرة منذ اكتتاب شركة الطيار في 2010.
الحالتان الأخريان لشركتي "سي جي إس" و"الرمز"، اللتان شهدتا عدم تغطية الأفراد لكامل الأسهم المخصصة لهم، لتبلغ 71% للأولى و36% للثانية.
تراجعات شبه جماعية لأسهم
اكتتابات 2025
وضع السوق، وتسجيلها أسوأ أداء في 10 أعوام، انعكس بدوره على أداء أسهم الاكتتابات خلال
العام الجاري، ليجري تداول 10 من 13 طرحا دون سعر الاكتتاب.
تراجعت 9 شركات بما يراوح بين 10-50%، فيما كانت "سي جي إس" المتراجعة الوحيدة بأقل من 10%، في ظل حداثة إدراجها في السوق.
شهدت 3 شركات فقط ارتفاعات عن سعر الطرح، وهي "المسار الشامل" بـ37%، و"مسار" بـ 21%، و"الأندية للرياضة" بـ 17%.
الطروحات الأولية في
تاسي خلال 20 عاما
بنهاية 2025، تكون حصيلة
اكتتابات الشركات في سوق الأسهم السعودية الرئيسية قد بلغت نحو 328.2
مليار ريال في 20 عاما أو منذ 2006، عبر 171 طروحا أوليا.
لا يتم إدراج
اكتتابات الصناديق العقارية المتداولة ضمن الاكتتابات على موقع السوق المالية السعودية "تداول"، وبالتالي لا يشملها التقرير. كما أنه لا يشمل الاكتتابات الخاصة في السوق الموازية "نمو"، كونه يركز على السوق الرئيسية لإمكانية المقارنة الدقيقة بين الأعوام.
استحوذ عام 2019 على نصيب الأسد من متحصلات الاكتتابات خلال فترة التقرير، بحصة 35%، وبمتحصلات بلغت 114.2
مليار ريال.
هذه المتحصلات جرى جمعها عبر 5 اكتتابات، نظرا لطرح "أرامكو السعودية"، الذي بلغت حصيلته 110.4
مليار ريال كأكبر اكتتاب في تاريخ السوق وعالميا.
تصدر عام 2007، الاكتتابات من حيث عدد الشركات المطروحة بـ 26 طرحا أوليا تشكل 16% من عدد الاكتتابات خلال الفترة، وبلغت متحصلاتها 18
مليار ريال.
ماذا ينتظر سوق الاكتتابات في 2026؟
يُتوقّع استمرار زخم سوق الطروحات الأولية في 2026 من حيث العدد، في ظل حرص هيئة السوق المالية على تعميق السوق وتنويع الخيارات الاستثمارية فيها وزيادة سيولتها، إلى جانب التوقعات بوضع أفضل للسوق
العام المقبل، مع تسارع متوقع لخفض أسعار الفائدة وبدء انعكاسه على الفائدة محليا، إضافة إلى رفع القيود المتوقع عن استثمار الأجانب بجميع فئاتهم في السوق بدون شروط تأهيل كما في الوضع الحالي، بجانب دراسة رفع أو ألغاء سقف ملكيتهم في الشركات المدرجة.
عبر إستراتيجيتها حتى 2026، تعمل هيئة السوق المالية على عدد من المبادرات، منها إدراج شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة في سوق نمو، وإعداد إطار تنظيمي لتنظيم عملية طرح وإدراج فئات مختلفة من الأسهم بحسب نظام الشركات، بهدف تحقيق عدد من المستهدفات، أبرزها زيادة عدد الشركات في السوق.
كان الرئيس التنفيذي لـ "تداول السعودية" محمد الرميح، قد ذكر أن البورصة السعودية تستعد لتسجيل زيادة كبيرة في عدد الاكتتابات العامة الأولية
العام المقبل.
وأوضح أن السوق تشهد حاليا نموا ملحوظا في عدد الشركات التي تخطط للإدراج، إذ يُتوقع أن يراوح عدد الطروحات بين 80-100 اكتتاب في 2026 تشمل السوقين، مشيراً إلى أن العديد من الشركات بدأت بالفعل تعيين مستشارين ماليين وقيادة عملية التحضير للإدراج في البورصة.
وحدة التحليل المالي